بعد أن أنهى الموسم الماضي متخلفا بفارق نقطة عن يوفنتوس البطل، يبدو إنتر ميلان الأقرب من أجل وضع حد لهيمنة فريق "السيدة العجوز" الذي توج بلقب الدوري الإيطالي للموسم التاسع تواليا.

وعلى الرغم من النتائج المتأرجحة التي حققها بعد استئناف الموسم إثر توقف من مارس حتى يونيو بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، تمكن يوفنتوس من الاحتفاظ بلقبه بقيادة المدرب ماوريتسيو ساري الذي أقيل لاحقا من منصبه بعد الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي، تاركا المهمة لنجم الوسط السابق أندريا بيرلو.

 ويأمل إنتر الإفادة من التغيير الفني في فريق "السيدة العجوز" من أجل إزاحته عن العرش والفوز باللقب للمرة الأولى منذ 2010 حين أحرز ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

ويخوض إنتر موسمه الثاني بقيادة لاعب وسط ومدرب يوفنتوس السابق أنتونيو كونتي الذي بدا في طريقه للرحيل عن "نيراتسوري" رغم قيادته الى نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" حيث خسر أمام إشبيلية الإسباني، وذلك لأن الإدارة الصينية للنادي لم تظهر دعمها له أو للاعبين بحسب ما تذمر.

وقد يأتي تصريح مماثل من مدرب خسر فريقه مباراة نهائية سهلة أو على وشك الهبوط الى الدرجة الثانية، لكن كونتي أدلى بعد الفوز في المرحلة الأخيرة من الدوري على أتالانتا القوي 2-صفر، ما منح إنتر أعلى مجموع نقاط منذ تتويجه الأخير بلقب "سيري أ" عام 2010.

ووجه كونتي سهامه الى الإدارة الصينية للنادي بالقول "لا أعتقد بأن هناك تقديرا بالعمل الذي يقوم به اللاعبون ولا أعتقد أن هناك تقديرا أيضا للعمل الذي أقوم به. لم نحظ بأي حماية من النادي، لا شيء على الإطلاق".

ورأى كونتي أن هناك ضرورة للتعاضد في الأيام الجيدة والسيئة على السواء "لكني أعتذر، الوضع في إنتر لم يكن كذلك".

لكن رئيس النادي ستيفن تشانغ أقنع كونتي بالاستمرار في مهامه بعد إرساء "الأسس لمواصلة العمل معا في مشروع النادي" بحسب ما أفاد إنتر في 25 أغسطس.

وغازل تشانغ مدربه بالقول "لم أر يوما شخصا يعمل بهذا الجد، بهذا الاندفاع، مثل كونتي. هذه الخاصية توحدنا أيضا"، مضيفا "إعادة التفكير كانت ضرورية. لقد وجدت مدربنا هادئا وبناء بعيدا عن الحالة المزاجية التي أخبرتنا بها وسائل الإعلام".

وشدد "إنتر لديه مهمة، خطة، واستراتيجيات تهدف بشكل طبيعي نحو النصر... أؤمن حقا أن الطريق الذي نسلكه هو الطريق الصحيح".

وعلى إنتر الانتظار حتى السبت المقبل لاختبار مدى جديته بعدما أرجئت مباراته في المرحلة الأولى مع مضيفه العائد بينيفنتو من أجل منح اللاعبين فرصة التقاط أنفاسهم بعد موسمهم المتأخر نتيجة الوصول الى نهائي "يوروبا ليغ".

ويبدأ إنتر الذي عزز صفوفه هذا الصيف بالمغربي أشرف حكيمي من ريال مدريد الإسباني والظهير الصربي ألكسندر كولاروف من خصمه المحلي روما وتعاقد نهائيا مع التشيلي ألكيسيس سانشيس وستيفانو سينسي ونيكولو باريلا بعد أن لعبوا في صفوفه الموسم الماضي على سبيل الإعارة، مشواره السبت المقبل في المرحلة الثانية على أرضه ضد فيورنتينا قبل أن يخوض بعدها بأربعة أيام مباراته المؤجلة مع بينيفنتو.

ويفتتح الموسم الجديد الذي ينطلق خلف أبواب موصدة وبغياب الجمهور حتى إشعار آخر بسبب فيروس "كوفيد-19"، السبت بمباراتين تجمعان فيورنتينا بتورينو، ثم هيلاس فيرونا بروما.

بانتظار تبلور التشكيلة

ولن يكون إنتر، بقيادة مهاجميه الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والبلجيكي روميلو لوكاكو، الغائب الوحيد عن المرحلة الافتتاحية، إذ منح أتالانتا أيضا المزيد من الوقت من أجل التعافي بدنيا بعد موسمه القاري الطويل وانجازه التاريخي بالوصول الى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في أول مشاركة له في المسابقة.

وبانتظار أن يدخل إنتر وأتالانتا على الخط السبت المقبل، ستكون الأنظار موجهة الأحد الى "أليانز ستاديوم" حيث يخوض يوفنتوس اختباره الرسمي الأول بقيادة بيرلو على أرضه ضد سمبدوريا.

ويبدأ "بيانكونيري" الموسم الجديد من دون أن تتبلور صورة التشكيلة التي شهدت قدوم البرازيلي آرثر من برشلونة الإسباني في صفقة حصول الأخير على البوسني ميراليم بيانيتش، واستعارة الأميركي الشاب وستون ماكيني من شالكه الألماني، وانضمام السويدي ديان كولوسيفسكي بعد أن أمضى موسمه الأول كلاعب في "السيدة العجوز" معارا لبارما.

وقد حسمت إدارة النادي وبيرلو أمرهما بشأن مغادرة المهاجم الأرجنتيني غوانزالو هيغواين للفريق واللحاق بالفرنسي بليز ماتويدي، فيما لا تزال الأمور عالقة بشأن التخلص من الألماني سامي خضيرة.

ويعمل يوفنتوس على تعزيز هجومه وتأمين الدعم اللازم لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني باولو ديبالا، وتتحدث التقارير عن إمكانية التعاقد مع البوسني إدين دزيكو من روما في حال لم تنجح الإدارة في ضم المهاجم الأوروغوياني لبرشلونة الإسباني لويس سواريز الذي أبلغ من قبل مدربه الجديد الهولندي رونالد كومان أنه خارج حسابات الفريق الكاتالوني.